جرّة ذهب
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
جرة ذهب
روى البخاري في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
اشترى رجل من رجل عقاراً له ، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرّة فيها ذهب فقال له الذي اشترى العقار:
خذ ذهبك مني ، إنما اشتريتُ منك الأرض ولم أبتع منك الذهب وقال الذي له الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها
فتحاكما إلى رجل ، فقال: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ،
قال : أنكحوا الغلام الجارية ، وأنفقوا على أنفسهما منه ، وتصدّقا!
الدرس المستفاد:
الورع في هذه القصة مذهل
سواء من البائع أو من المشتري وقد قال الأوائل : الورع ترك تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام!
وهذا برأيي -بعيداً عن جمال العبارة وحسن تنميقها- شاق وفيه مبالغة
وأجمل ما قيل فيه قول ابن تميمة رحمه الله:
الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة
والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة!
إذاً ترك أغلب الحلال لا يلزم ليكون الإنسان ورعاً ، وما دام الله قد أحل شيئاً فهو حتماً لا يضر بالآخرة ولكن أحياناً
لا تكون الأمور واضحة جليّة ، هنا يأتي دور الورع فالذي اشترى الأرض إنما تورّع أن يأخذ جرّة الذهب
لأنه اعتبر أنه سيأخذ ما ليس له لأن صك البيع شمل التراب ولم يشمل ما فيه ، والبائع إنما تورّع عن أخذها
لأنه اعتبر أنه الأرض بما فيها ، وما أجمل أن يتعامل الناس فيما بينهم بالورع قبل أن يتعاملوا بالعقود
وأن يتعاملوا فيما بينهم بالأخلاق قبل أن يتعاملوا بالقوانين
وعلينا أن نعرف أن القوانين و المحاكم إذا أعطتنا ما ليس لنا فهذا لا يجعله حلالاً!
وقد قال سيدنا -صلى الله عليه وسلم- : (إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته
من بعض فأقضيَ له على نحوٍ مما أسمع ، فمن قطعتُ له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار)!
من كتاب ( مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ) -أدهم شرقاوي-
شاركنا في التعليقات بكتابة درس آخر مستفاد من الحديث السابق
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا في التعليقات بكتابة درس آخر مستفاد من الحديث الشريف